[table:ea89 border="0" cellpadding="5" cellspacing="0" width="98%"][tr][td:ea89 height="10"][center][size=21][color:ea89=#0000FF]أنت تتدرب مجانا
في رمضان[/color][/size][/center]
[/td][/tr][tr][td:ea89 height="10"]
[/td][/tr][tr][td:ea89 height="10"]
[size=16][color:ea89=#800000]لمى الغلاييني[/color][/size]
[/td][/tr][tr][td:ea89 dir="rtl" height="10"] [size=16]
[justify]
لقد بات واضحا لدى أغلبية المتخصصين في علم النفس و خبراء السلوك أن
الذكاء العاطفي أهم بكثير من الذكاء الأكاديمي ، أي أن الأشخاص
المتمكنين من إدارة انفعالاتهم و كبت اندفاعاتهم بشكل جيد يتميزون في
كل ميادين الحياة و تكون لديهم فرصا أكبر للنجاح ، أما الذين لا
يتحكمون في حياتهم الانفعالية فيواجهون معارك داخلية تدمر قدرتهم على
التفكير السليم و التركيز في العمل ،و لهذا تتكاثر الدورات التدريبية
في أنحاء العالم التي تسعى لتقديم استراتيجيات متنوعة في كيفية تطوير
الذكاء العاطفي ، و قد نكون محظوظين كمسلمين في جميع أنحاء العالم
الإسلامي بأننا نمارس تدريبا إلزاميا سنويا بالمجان يؤهلنا لشحذ ذكائنا
العاطفي بأقوى الأساليب ، إذ أن التدريب على ممارسة تأجيل الإشباع
الحيوي لأقوى دافع بيولوجي في التركيبة البشرية ( الجوع و العطش ) يعد
أثرى مساهمة في تنمية الذكاء العاطفي ، و تكمن أهمية هذا التدريب في
استعداد الشخصية لتأجيل أقوى شهواتها و هذا وحده كاف بأن ينسحب على
سائر ممارساتها التي تطلب تأجيلا متواصلا مادام الإحباط هو السمة التي
تطبع معظم أحداث الحياة ، حيث تجري الرياح كثيرا بما لا تشتهي السفن
بحيث لا يمكننا أن نتصور إمكانية أن تحقق الشخصية أيا كانت كل ما تتطلع
إليه ، و هو أمر يضطرها إلى أن تتقبل الإحباط الذي قد يتم أحيانا على
حساب الصحة النفسية ، و لهذا فإن التدريب على مواجهة الإحباط هو الذي
يدع الشخصية متوازنة و محتفظة بتماسكها ، بحيث يجيء الصوم على نحو
الإلزام و الندب أحيانا كعنصر مساهم في تكييف الشخصية على التعامل
برحابة و مرونة مع ضغوط و إحباطات الحياة ، أما التدريب الآخر للصوم
فهو في اكتساب سمة التعاطف مع الآخر و تنمية المشاركة الوجدانية و التي
تعد واحدا من أهم المعايير التي تفرز الشخصية السوية عن الشخصية الشاذة
، فالإحساس بالجوع و العطش يدع الشخصية متحسسة بشدائد الآخرين و من ثم
يدفعها إلى مد يد المساعدة إليهم ، و هذا الإحساس كاف لأن يدرب الشخصية
على تحجيم الأنا و التوجه بالتفكير نحو الغير مما يقوي بلا شك صحتها
النفسية و ينمي لديها أدوات الذكاء العاطفي ، و لا يفوتنا ملاحظة أمور
أخرى من التأجيل تتم ممارستها من خلال الصوم كتنظيم الدافع الجنسي و
ترشيد الانفعالات الغاضبة بأن يستجيب الصائم لذلك بقول : اللهم إني
صائم ، و لعله لا توجد مهارة نفسية أهم من مقاومة الاندفاع فهو أصل
التحكم الانفعالي و إن تكليف الذات بتأجيل الإشباع و رفض الإندفاع من
أجل تحقيق هدف ما هو جوهر التنظيم الذاتي للانفعال ، و من أجل كل ماسبق
فهل يوجد من يمكنه منافسة المدرسة الرمضانية في التدريب على الذكاء
العاطفي ؟ .
[/justify][/size][/td][/tr][/table]