[b]
[/b]
<blockquote class="postcontent restore ">
[color:1a12=#FF0000][size=21][size=16]مهلا عليّ صديقتي[/size][/size][/color]
* * *
مهلا عليّ صديقتي
رأفة بقلبي الصغيرْ
لأنه جريح ، وبسببك كسيرْ
لا جناح له ، فلا يطيرْ
ألمٌ ألمّ به مريرْ
وعمق الأحزان فيه كبيرْ
وخلاف أكثر القلوب ، لا ينام قريرْ
يفكر مليا ويشعر بالكثيرْ
وبأنهار دموعه أمسى ضريرْ
وبعد كل هذا ، بمزيد من قسوتكِ ، يكون جديرْ ؟
* * *
مهلا عليّ صديقتي فأنا لا أحتملْ
أنا لستُ بحمّال متاع لا يملْ
أنا لستُ بجملْ
لا يتعب لا يكلْ
أنا لست منك أجملَ ، ولا أفضلْ !
* * *
أنا إنسانة أثقلتها الحياة فلم تكسلْ
وكستِ الثلوجُ قلبها ، لكنها
لا تزال شامخة أسوة بالجبلْ
أتعبتها الدنيا فحطت عن كتفيها اليأس والوجلْ
كرهها الإنسانُ ، والعملْ ؟
أفهل تكرهه كرد فعلٍ على فعلٍ حصلْ ؟
أم تنسى لأن الله أجلّ منها ومنه ومنك وأجلْ ؟
فنسيتْ لأن جرح الغريب عليها أقلْ
وطأةً وإن ثقلْ
لكن .. ما بالك بجرح سكين صديق عليها نزلْ ؟
* * *
أنا لست المحبة لنفسها الفاخرةْ
ولكنني حائرةْ
أتظنين مصائب الدنيا إليك وحدك طائرةْ ؟
إن المشاكل – يا صديقتي – في العالم سائرةْ
لا تعرفني .. لا تعرفك .. تدور كالدائرةْ
وإن جذبها اليأس كانت إليه مسافرةْ
حاملة معها الهموم في دفاتر السماسرةْ
وفي قلوب العشاق والعيون الساهرةْ
جالبة معها الأحزان للقوى الخائرةْ
لتملأ الأرواح بها ، لتكون عامرةْ
ولا يردها ، إلا كل إنسان كان له في دجى الوحدة .. سامرةْ !
* * *
حل الظلام ، وانتشر الظلامْ
والناس الآن في فراشهم نيامْ
إلا عينا من تحت ستار العيش تحدق بالأنامْ
لا تنامْ
تقض مضجعها دوما بالآلامْ
ترتجف خوفا فتتساءل .. يا إمامْ
ألم يأت أوان الأذانْ ؟
فأنا عليلة ، والحقد هو الملامْ
قلبي مُلئ بالأحزانْ
أثكل بالجراح .. يا إلهي .. يا منانْ !
* * *
لقد كانت تلك أنتِ
قاسيتِ الأيام وأُرهقتِ
ومن بعد نوم الناس سهرتِ
أُثقلتِ .. فظننتِ أنك تحملتِ
تفاءلتِ .. ولكنك تشاءمتِ
ظُلِمْتِ فظَلَمْتِ
وظننتِ أن المشاكل لها محور واحد هو أنتِ
تدور حولك فخلتِ أنك ما تعبتِ
لكن حقدك نما فعشتِ
وعليه شيطانك تغذى ، وتغذيتِ
وبه أسقيتِ روحك فرويتِ !
* * *
فيا صديقتي ذكريني
ذكريني بتلك الفتاة محبة الوفاءْ
محبة العطاءْ ، محبة الولاءْ
ذكريني بتلك التي تخلص للأحباءْ
تلك التي تحب فيمسي الكون ومن فيه سعداءْ
تبتسم ، فتدق باب الظلماءْ
وتقول بكل كبرياءْ
أغربي ، فأنا العنقاءْ
أنا ضياءْ
أنا نور يسطع في الفضاءْ
وما لك مكان بيننا ، أيتها الليلة السوداء !
* * *
ذكريني بتلك التي تبذل بلا مقابل
تعطي بلا مقابل
تبكي بلا مقابل
تضحك بلا مقابل
تحب بلا مقابل
ذكريني بتلك التي في عمرها ما كرهت إنسانْ
وإن فعلت .. فالمسامحة والنسيانْ !
فلماذا يا صديقتي ؟
أين غابت تلك الأيامْ ؟
* * *
[color:1a12=#FF0000][size=21][size=16]النهاية[/size][/size][/color]</blockquote>