هذا القصة تنتهي بحكمة
كان يا ما كان، في قديمالزمان
رجل وأربع صبيان
أراد الرجل لكل ابن من أبنائه الأربع
أن لا يحكمعلى الشيء فوراً أو يتسرع
فأرسلهم للبحث عن شجرة إجاص (كمثرى) بعيدة
وفيعودتهم حكمة وخلاص !
في الشتاء ذهب الأول
في الربيع الثانيتجوّل
الثالث عندما الصيف راح
والأخير في الخريف راح
عندما ذهب الجميعوعادوا
جمعهم الأب وسألهم عن ما شاهدوا
أجاب الأول كانتالشجرة
بشعة..
مائلة..
ملتوية..
أجاب الثاني كانت
خضراءيانعة..
براعمحاملة..
بالأملمرتوية..
خالفهما الثالث وقال
بلكانت عطرةً بعطرٍ طيبٍ مُحال
منظرها جميل جداً بأية حال
وأروع ما شاهدتالعين، لا مجال
أنكر الأخير أقوال إخوته
"كانت ناضجة" قالها بكلقوته
وكانت تتساقط منها فاكهة
بالحياة ملأت، بالاكتفاء رافهة
كلكم علىحق، قال الوالد وشرح
كلٌ رأى مشهداً من حياة شجرة وفلح
لكن يا أبنائي
لايمكن أن نحكم على شجرة، على إنسان
عبر مشهد واحد
فصل واحد دون الحسبان
أنجوهر ما هم عليه
وما تعطيه الحياة من فرح
متعة وحبٍ عظام
لا يمكن قياسهإلا في آخر الميدان
بعد أن تمرّ الفصول كلها
مرور الكرام
فإذا استسلمتمعند الشتاء
خسرتم أمل الربيع
من الصيف الجمال البديع
من الخريفالاكتفاء
لا تدع ألم فصل واحد يهدم فرح الفصول كلها ..
ثابر عند المحنالصعبة ..
والأوقات الأفضل ستأتي عاجاً أم آجلاً !
ولا تدع خيبة أمل تظللاستراحة الغد ..
لا تحكم على الحياة كلها من جراء فصل واحد صعب ..
من فصول الأحلام