حقيقة ننساها او نهرب منها
خرجت بأبهى زينة ...
ذلك الفستان الجميل ... والمكياج الرقيق..
والشنطة الوردية التي تناسب فستانها..
في خاطرها انها ستقضي سويعات سعيدة في حفل زفاف إحدى صديقاتها
لبست حجابها الساتر ... وودعت الأم الحنونة
هذه أول خطواتها تخطوا بها بوابة قاعة الزفاف ...
مضى الوقت ... هنا نقف لعل هذه الخطوات تخرج ... فلأم الحنون تنتظر
والأب الحبيب ينتظر
ولكن هذه الأقدام والله لم تخرج بل حملت لتنظم لعالم أخر ... عالم كثيرًا ما تغافلنا عنه
" وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ "
موت الفجأة نذير وتحذير من رب العالمين ... لا ندري ولا نعلم ... فلماذا لا نتوب
لماذا نجعل الهموم والأحزان تأخذ جل وقتنا ونحن نعلم ان هناك ما هوا أحق وأولى بهذا الوقت
لماذا نحمل هم الناس والتعامل معهم والخوف منهم ونحن نعلم ان هناك من هو اولى بأن نحمل همه
لماذا تمضي ساعتنا وأيامنا سدا يمضي اليوم فلا ندري بما انتهى وبما كان فيه ...
أليس هناك من ينتظرنا ويعد الأيام لاستقبالنا
حقيقة ننساها او نهرب منها ... نرى البشرى كيف يموتون ولا نتعظ
قال ابن الجوزي: ""يامَن أجله خلفه وأمله قدّام، يا مقتحمًا على الجرائم أيّ اقتحام، انتبهوا يا
نوّام، كم ضيّعتم من أعوام، الدنيا كلها منام، وأحلى ما فيها أضغاث أحلام،
غير أن عقل الشيخ فيها الغلام، فكل من قهر نفسه فهو الهمام، هذه الغفلة قد
تناهت، والمصائب قد تدانت، فإنّا لله وإنا إليه راجعون، والسلام ""
الأ يكفي أن يكون الموت رادعًا للشهوات ... آلا يكفي ان يكون الموت هادمًا للفتن
ألا يكفي أن يكون الموت زاجرًا لنفوس غافلة
حياتنا كلها مرحلة عابر سبيل ... وإن طال السبيل فهو قصير لما هو قادم
عليه ... فلنقطف من طريقينا الورد والريحان ولنترك الشوك و الأقذار
وقد قال سلمة ابن دينار
ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم
وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم
كتبت هذه الكلمات من قلب يرجوا عفوا الله ورحمته ... اذكر نفسي وإياكنّ