[center][center][size=21][b]القناعة كنز لا يفنى ,,
كان هناك غرفة صغيرة فوق سطح أحد المنازل ،
عاشت فيها أرملة فقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة،
إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة
التي هي كنز لا يفنى، لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء.
فالحجرة عبارة عن أربعة جدران ، و بها باب خشبي، غير أنه ليس لها سقف، [img]
http://www.123arab.com/vb/images/smilies/15.gif[/img] و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة
خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة،
إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة،
و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ،
فاحتمى الجميع في منازلهم ، أما الأرملة والطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب.
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها،
لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل، أسرعت الأم
إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران،
و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر.
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا،
وقال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء
الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء،
ففي بيتهم باب ! ما أجمل الرضا، إنه مصدر السعادة و هدوء البال،
و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد
اللهم اجعلنا دوما قانعين وراضين[/b][/size]
[/center]
[/center]