السَلَام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهْ ...
أَسْعَدَ اللَّهْ أَوْقَآتَكُمْ ...
**
كَمْ سَكَبْتَهَا مِنْ أَجْلِكَ يَ اللَّهَ ...
كَمْ مَرَهً سَقَطَتْ مِنْ عَيْنِيْ بِدُوْنَ شُعُورَ ...
هَيَ التِيْ تَغْسُلُ قَلْبِيْ مِنْ الَألَآمْ ...
هِيَ { الدُمُوْعَ }...
**
يَقُوْلُ فَرْقَدْ السَبَخِيْ :
"
بَلِغَنَا أَنْ الَأعْمَالُ كُلُهَا تُوْزِنْ إلَا الدَمْعَهْ ...
تَخْرِجُ مِنْ عَيْنِ العَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهْ ... فَ إِنَهُ لَيْسَ
لَهَا وَزْنٌ وَلَا قَدْرٌ ... وَإِنَهُ لَيُطَفَأَ بِ الدَمْعَةِ
البُحُوْر مِنْ النَارْ "
أَرَأَيْتَ إِلَى عَظَمَةِ هَذِهِ
الدَمْعَهْ التِيْ تَذْرُفُهَا ... وَأَنْتَ تَذْكُرُ اللَّهَ أَوْ
تُنَاجِيِهِ فِيْ جَنَاحِ الظَلَامْ ... وَفِيْ هُدُوْءِ الَّلْيلَ ..!
أَرَأَيْتَ إِلَى بُحُوْرِ النَارْ تُطْفِأَ بِدَمْعَةٍ بَكَتْهَا عَيْنَاكَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهْ ...!
**
أَلَمْ يَقُلْ الرَسُوْلَ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمْ :
" عَيْنَانْ لَا تَمِسَهُمَا النَارْ .. عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهْ .. وَعَيْنٌ بَاتَّتْ تَحْرُسْ فِيْ سَبِيلُ اللَّهْ "
**
إِذْهَبْ إِلَى السُوْقَ .. وَاعْرِضْ عَلَىْ النَاسْ دُمُوْعَ عَيْنَيْكَ .. أَتَرَاكَ تَجِدْ أَحَدَاُ يَشْتَرِيْهَا مِنْكَ ..؟!
هَذِهِ الدَمْعَهَ التَيِ تُطْفِئَ بُحُوْرَ النَارْ يَوْمَ القِيَامَهْ .. لَيْسَ لَهَا عِنْدَ النَاسِ قِيْمَهْ ...
وَلَكِنَهَا عِنْدَ اللَّهُ أَمْرٌ عَظِيمْ ..!!
**
قُوْلِ المُفْضِلِ بِنْ مُهْلِهلْ:
بَلَغَنِيْ أَنَ العَبْدُ إِذَا بَكَىَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهْ مُلِئَتْ جَوَارِحَهْ نُوْرَاً .. وَاَسْتَبْشَرَ تَبْكَائِهْ ..
وَأَخَذَتْ تَسْأَلْ بَعْضُهَا بَعْضَا ً: مَاهَذَا النُوْرِ ..؟!
فَيُقَالْ لَهَا : هَذَا حَظُكُمْ مِنْ نُوْرِ البُكَاءْ ..!!
**
فَهَلْ
شَعِرْنَا بِهَذَا الِإحْسَاسْ يَغْمِرْ جَوَارُحُنَا .. وَنَحْنُ
نَذْرُفُ دَمْعَةَ حُبٍ وَشَوْقٍ لِـ خَالِقِ الَأكْوَانْ ..؟
**
كَانَ عَطَاءٌ السَلْمِيْ كَثِيِرُ البُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهْ ...
سُئِلَ مَرَهْ : لِمَ تَكْثُرْ البُكَاءْ ..؟!
قَالْ : لِمَ لَا أَبْكِيْ .. وَوَثَاقُ المَوْتِ فِيْ عُنُقِيْ .. وَالقَبْرُ مَنْزِلِيْ .. وَالقِيَامَهْ مَوْقِفِيْ ..
وَالحُضُومْ حَوْلِيْ يَقُوْلُوْنَ : إِمَا إِلَى الجَنَةِ وَإِمَا إِلَى النَارْ ...
**
فَمَا أَجْمَلُ الدَمْعَةِ عِنْدَمَا تَخْرُجْ مِنْ عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الشَوْقِ إِلَى رُؤْيَةِ اللَّهْ وَمِنْ أَجْلِ الجَنَهْ
وَمِنْ أَجْلِ البُعْدِ عَنِ عَذَابُ النَارْ ...
مَا أَجْمَلُ الدَمْعَةِ إِذَا سَقَطَتْ عَلَى خَدِكَ لِكَيْ تُزِيْلَ مَافِيْ قَلْبُكَ
مَا أَجْمَلُ الدَمْعَهْ إِذَا دَمِعَتْ مِنْ أَجْلِ اللَّهْ
وَمِنْ الَآنْ لِنَجْعَلَ جَمِيعَ دُمُوْعَنَا تَنْزُلْ مِنْ أَجْلِ اللَّهْ
مِنْ أَجْلِ حَبِهِ وَشَوْقِنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ وَرُؤْيَةْ الجَنَهْ ..
**
فَ دُمُوْعٌ تَنْسَابُ عَلَى الخُدُوْدِ لِتَغْسُلَ دُرَنْ القُلُوبْ
دُمُوْعٌ تُرَاقْ مِنْ أَجْلِ مَلِكْ المُلُوْكَ طَلَبَاً لِرِضَاهْ
فَكَمْ مِنْ دَمْعَةٍ أَزَالَتْ هَمَاً ..؟!
وَكَمْ مِنْ دَمْعَةٍ أَهْدَتْ صَاحِبَهَا السَعَادَةْ وَالطَمَأْنِيْنَهْ ..؟!
عَجِبَاً لَهَا !
**
وَاللَّهْ تُزِيْلُ الهُمُوْمَ وَتَبْعُدْ الغُمُوْمَ عَنْ قَلْبِ مَاثِلٍ بَيْنَ يَدَيْ رَبْ البَرِيَاتْ ..~
دُمُوْعٍ سَكَبَهَا الَأنْبِيَاءُ لِرَبِ العَالَمِيِنْ ...
وَسَالَتْ عَلَى خُدُوْدِ الصَالِحِينْ طَلَبَاً لِرِضَا خَلْقِهِمْ ..
وَتَفَجَرَتْ مِنْ عِيُونِ العُصَاةِ لِتَجْعَلَهُمْ يَنْكَسِرُوْنَ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهْ ..
طَلَبَاٍ لِمَغْفِرَتِهِ وَرِضْوَانِهْ ..
للَّهِ دُرَكَ يَا دَمْعَة ُالخُشُوعْ ..
وَيَا دَمْعَةُ الِإنَابَهْ وَالخُضُوعْ ..
هَنِيْئًا لِصَاحِبِكِ النَجَاةَ مِنْ النِيْرَانْ بِإِذْنِ اللَّهْ ..
فَيَآ مَنْ بَكَيْتَ لِرَبْ البَرِيَاتْ اَبْشِرْ بِ النُوْرِ الذَيْ سَيُنِيْرَ قَلْبُكَ الخَاشِعْ ..
وَالطَمَأْنِيْنَهْ وَالسَعَادَهْ التِيْ تُرَفْرِفُ حَوْلُكْ .