آثار التلفاز على الطفل
آثار التلفزيون
على الطفل
هل راقبت أبناءك يوماً وهم يشاهدون
التلفزيون؟
هل أحصيت كم ساعة يقضونها أمام شاشته
الفضية؟
هل تساءلت عن تأثيره الإيجابي أو السلبي
عليهم؟
قد تكون فعلت
ذلك، ووبختهم مراراً على إهدار الوقت في ما لا يفيد، ولا أظنك الوحيد في ذلك إذ
يشاطرك الرأي الكثير من المفكرين والنقاد والتربويين، فيجمعون على أن التلفزيون
ينحدر سريعاً بذوق الأطفال بل إنه يشجع الأطفال على اكتساب مستوى منحط من الذوق لا
يليق بالحياة الاجتماعية السليمة. ويشبه هؤلاء البرامج الجيدة في التلفزيون بقطرات
الماء النقية الضائعة في محيط من النفايات، وبأن من يقضي وقتاً طويلاً أمام شاشة
التلفزيون كمن يبيع روحه من أجل متعة ضئيلة يدفع ثمنها غالياً فيما
بعد.
والسؤال الآن هو: كيف للطفل
أن يؤمن بذلك وما أنفك الناس أمام ناظريه يديرون أجهزة التلفزيون على مدار
الساعة؟
أظن أن القضية إشكالية
لاسيما أن هناك فئة غير قليلة من أصحاب الرأي والمختصين يرون في التلفزيون أحد أهم
الوسائل الحضارية التي أتيحت للإنسان في العصر الحديث، ليس هذا فحسب بل يرون أن
التلفزيون يوسع من مدارك الطفل ويزيد معارفه ويساهم في خلق جيل
متنور.
ولكي نقف على تخوم المشكلة
نتساءل: هل يخاطب التلفزيون الأطفال؟ وكيف يخاطبهم على تنوع فئاتهم
العمرية؟
لا أحد ينكر للتلفزيون
النجاح الذي حققه إلا أن نصيب الطفل من هذا النجاح كان محدوداً وضئيلاً وبمعنى أدق
كان معدوماً إذ لم يكن للأعمال التي تخاطب الطفل أي حضور لافت ومرد ذلك لأسباب
كثيرة ربما كان أهمها أن القائمين على الإنتاج التلفزيوني يعدون أن الأعمال المقدمة
للأطفال تنازلاً أو تبخيساً في أصول الفن وتبسيطاً في تقنيات فن العرض لذلك لا نجد
لدينا متخصصين في مثل هذا النوع من الأعمال وإذا أحصينا الآن المحطات الفضائية
العربية الموجهة للطفل نجد أنها لا تتجاوز أصابع اليد
الواحدة.
أما البرامج الموجهة
للأطفال ضمن فترات البث التلفزيوني الرسمي فإنها لا تتجاوز الساعة وفي أحسن الأحوال
ساعة ونصف وغالباً تكون معظم الأعمال المقدمة مستوردة وهي مسلسلات وأفلام كرتون
معدة ومدبلجة إذ تفتقر معظم المحطات العربية إلى القدرة على إنتاج عمل كرتوني عربي
وربما يكون السبب الحقيقي هو ضعف المردود المادي ومن ثم الإعراض عن هذا النوع من
الأعمال – طبعاً هناك عدة محاولات عربية إلا أنها لا تشكل شيئاً أمام الكم الهائل
من الأعمال المستوردة – أما الجهات الرسمية فهي غالباً ما لا تعنى بهذا النوع من
البرامج وتكتفي باستيراده ربما لأن خطابها لا يتوجه للطفل
أساساً.
نسأل هنا أمام قلة عدد
القنوات والبرامج المخصصة للأطفال ماذا يشاهد الأطفال؟
هل يكتفي بمشاهدة برامجه
المخصصة؟
ألا يتابع ما يشاهده والداه؟
بكل تأكيد نعم فلا يوجد أطفال ينامون في الثامنة إلا من
كان دون الثالثة من العمر ومن ثم الطفل يشاهد برامجه المخصصة والبرامج والأفلام
الأخرى أيضاً ومن ثم يحق لنا التساؤل عن دور التلفزيون في تكوين الطفل وتأثيره على
حياته فهل مشاهدته للأعمال الموجهة للكبار تساعد في فهمه للعالم بشكل صحيح؟ هل يحصل
الطفل على صورة حقيقية ومتزنة عن عالم الكبار؟ وهل تساعد مشاهدته لهذه الأعمال
وتأثره بها على حالة نضج اجتماعي مبكر سابق لأوانه ومن ثم يفرض عليه هذا النضج
إحساساً بالحيرة وبعدم الثقة بعالم الكبار؟
ويقوده ذلك إلى الانطواء والتمسك بطفولته وعدم الرغبة في
أن يكون كبيراً.
قد تكون كل هذه
المعطيات صحيحة إذا لم يكن هناك من قبل الأهل مراقبة ورعاية وإشراف كامل على ما
يشاهد الطفل في المنزل.
الآثار السلبية للتلفزيون
يشير الباحثون إلى آثار سليبة كثيرة تنجم عن إدمان
التلفزيون لدى الأطفال، يعدها قسم منهم خطيرة فيما يقلل آخرون من أهميتها ويعتقدون
بأن آثار التلفزيون السلبية هي آثار ظرفية وخاصة بطبيعة المتلقي ومستوى ذكائه
وظروفه الاجتماعية.
لا شك أن مجمل
هذه العوامل تساعد على تعميق الآثار السلبية والإيجابية على حد سواء. وهذا لا يعني
تجاهل رصد الآثار السلبية. إذ يعمل التلفزيون على الإقلال من معرفة الطفل ويهبط
بمستوى ذوقه ويغير من القيم والثوابت التي نشأ عليها ويساعد على إنضاج عقلية الطفل
قبل الأوان ويشجع على العنف والجريمة ويساعد على السلبية والانطواء...
الخ
لا يمكننا أمام هذا السيل من
الاتهامات وأخرى غيرها أشد وطأة إلا أن نشير إلى أن مدى تأثير التلفزيون السلبي أو
الإيجابي يرتبط ارتباطاً قوياً بطبيعة العلاقة الخاصة بين الطفل والتلفزيون،
ولدراسة هذه الآثار لا بد أن نتساءل هل يشاهد الطفل التلفزيون وحده أم بمراقبة
ورعاية من ذويه؟
هل يشاهد
التلفزيون لمدة طويلة أم قصيرة؟
منقول