موضوع: رجل يصلّى 60 سنه ولا تقبل صلاته الأحد 17 يوليو 2011, 11:20
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
أمّا بعد...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كان تحقيق الخشوع فى الصلاه أمرا مستحيل ما أمرنا الله عزّ و جل به
كثيرا من الناس يظنّون أن الخشوع فى الصلاه امر مستحيل وان اقامة الصلاه امر مستحيل
نظرا لأن قلوبنا الآن قد انشغلت بالدنيا الى حد خطير
وأصبحت القلوب مزدحمة ممتلئة بالشهوات والشبهات بحيث يصلّى كثيرا منّا الآن (الّا من رحم ربّى ) ولا يستطيع أن يحقق الخشوع لانّه ان اراد ان يحشر الخشوع فى القلب حشرا لا يجد للخشوع مكانا فى قلبه فيسقط الخشوع خارج القلب فيخرج الرجل من صلاته ولا يدرى أقرأ التشّهد أم لا او لا يدرى هل صلّى العشاء مثلا خمسا ام اربع ركعات
لان القلب الملئ بالشهوات والشبهات كالكوب الملئ بالماء فان حاولت ان تصب عليه ماء انسكب منه !
اذا لا بد من التخليه قبل التحليه وهذه التخلية لا تحتاج الى تنظير اى كلام نظرى فقط
بل تحتاج الى عمل على القلب اى تحتاج الى مداومة على الذكر والاستغفار والتوبة والانابه وتحتاج الى مداومة على الصلاه بل تحتاج الى تعجيل الى الصلاه فى ميعادها والى التعجيل الى بيت من بيوت الله تبارك وتعالى (بالنسبه للرجال ) لتهيئ قلبك للقاء الرب جل جلاله
فهذا اعداد وتهيئة للقلب ليستحضر القلب بعد ذلك جلال وعظمة من انت واقف بين يديه سبحانه وتعالى
قال الله سبحانه وتعالى ((الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ))
ويقيمون الصلاة اى يحققون ركوعها وسجودها والقراءة فيها ويحققونالخشوع والاقبال على الله سبحانه وتعالى و اسباغهم للوضوء و استعدادهم لهذا اللقاء
قال الله عزّ و جل ( فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )
أمّا فضل الصلاة فعظيم ولا يتّسع الوقت لذكر ذلك حتّى لا أطيل لكن هذا ايضا يندرج تحت حديثى عن أقامة الصلاه أن يعلم المسلم فضل الصلاة ليجاهد نفسه فى تحقيق اقامة الصلاه
واجب على المسلم ان يعلم فضل الصلاه ليجاهد نفسه فى تحقيق اقامة الصلاه
نعم فضل الصلاة عظيم الصلاة ركن من أركان الدين
.... يا عباد الله يا من ضيّعتم الصلاه يكاد قلبى ان ينزف دما حينما ارى بنيانا ضخما جدا والاسواق التجاريّه ومع ذلك لا يفكّر المهندس ولا صاحب المنشأه ان يقيما جامعا (الّا من رحم ربّى ) ليجتكع كل موظفى هذه المنشاه او المؤسسه مع المرؤوس عنها فى أقامة الصلاه التى تحين عليهم وقت العمل
والصلاة صلتنا برّبنا جل وعلا كيف يكون حالنا ان قطعت صلتك بربّك جلّ و علا ألا تستحيى يا من تشهد أنّ لا اله الّا الله و أنّ محمّدا رسول الله ألا تستحيى يا من وفقك الله للاسلام وأعانك الله على النطق بكلمة التوحيد والايمان وامنّ عليك بنعمه الظاهرة والباطنه وأسبغ عليك فضله سبحانه وتعالى ألا تستحى ان تضيّع صلاة انا لا اتكلّم عن من ضيّع الصلاة كلّها انّما اتكلّم عن من ضيّع صلاة واجّلها كيف يترك صلاة او يتكاسل عن صلاه كيف يهنؤ بطعام او يسعد بشراب كيف تسعد مع أصحابك وعائلتك كيف تنفق مال الله الّذى منّ الله عليك به فى الليل والنهار وانت تضيّع الفروض بل ضيّعت الركن العملىّ الأوّل من أركان الاسلام بعد نطقك بالشهادتين
الصلاة صلة تصلك بربّك والله ستخسر فى الدنيا والآخره
قال عز وجل: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }
والغىّ وادى فى جهنّم بعيد قعره خبيث طعمه شديد حرّه
او فسوف يلقون عذابا شديدا
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاه )
أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر ،
حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته)قالوا: يارسول الله، وكيف يسرق من صلاته؟، قال لا يتمّ ركوعها ولاسجودها)
سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الرجل يؤخر صلاة العصر ( أى يؤخّرها بغير عذر شرعى ) حتّى تغرب الشمس فقال تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتّى اذا كانت ( أى الشمس ) بين قرنى الشيطان قام فنقرها اربعا لا يذكر الله الّا قليلا
أو كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
وعن أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ان الرجل ليصلّى ستّين سنه وما تقبل له صلاه قال عليه الصلاة والسلام لعلّه يتمّ الركوع ولا يتم السجود ويتمّ السجود ولا يتمّ الركوع
او كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوما وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة .. وأنت تتوضأ بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك .. وأنت تتجه إلى المسجد بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد .. وأنت تكبر تكبية الاحرام بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم .. وأنت تؤدي حركات الصلاة بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة راكعون وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أضيئت السماء بهم . وأنت تسجد بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيها الانسان هو أن يكون قريبا من ربه الواحد الاحد وأنت تسلم في آخرالصلاة بأنك تتحرق شوقا للقائك القادم مع الرحمن الرحيم . الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا .. المستأنس بالله جنته في صدره وبستانه في قلبه ونزهته في رضى ربه .. أرق القلوب قلب يخشى الله وأعذب الكلام ذكرالله وأطهر حب الحب في الله
ومما يدل على أهمية الخشوع كونه السبب الأهم لقبول الصلاة التي هي أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، وفي السنن عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال: { إن العبد لينصرف من صلاته، ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خمسها، إلا سدسها، إلا سبعها، إلا ثمنها، إلا تسعها، إلا عشرها}.
إن الله سبحانه وتعالى قد امتدح الخاشعين في مواضع كثيره من كتابه الكريم