[center][b][color:f28c=SeaGreen][size=21][font:f28c=Traditional Arabic][u]من أعظم الأمراض المهلكة للعبد في دنياه وآخرته هي قسوة القلب ،[/u] [/font][/size]
[/color][font:f28c=Traditional Arabic][color:f28c=SeaGreen][size=21]وأصحاب القلوب القاسية هم أبعد الخلق عن الله عز وجل ، [/size]
[size=21]وأن هذه القسوة التي تصيب القلوب هي في حقيقتها عقوبة من الله تعالى لبعض عباده[/size]
[size=21]جزاء ما اقترفوه ، كما قال مالك بن دينار رحمه الله:[/size]
[size=21]" ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ،[/size]
[size=21]وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم."[/size]
[size=21]وإذا كانت قسوة القلب من علامات شقاء العبد فإن لهذه القسوة [/size][size=21]التي يصاب بها العبد[/size]
[size=21]أسبابا نذكر شيئا منها فيما يلي:[/size]
[size=25]أولاً الركون إلى الدنيا والاغترار بها:[/size]
[size=21]فمهما عظم قدر الدنيا في قلب العبد وطغى حبها في قلبه على حب الآخرة قسا القلب ؛[/size]
[size=21]فتراه يضحي بكل شيء من أجل الدنيا ، فيضحي بصلاته ، بأرحامه ، بأصدقائه وخلانه ،[/size]
[size=21]بل يضحي بمبادئه وأخلاقه ، مع أن الله عز وجل ينادي: [/size]
[size=21]( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).[/size]
[size=21]إن الدنيا شعب كثيرة تتشعب بالعباد ، فهناك النساء والولدان والأموال والتجارات[/size]
[size=21]والمناصب والوجاهات و.....شعب كثيرة وكلما حصل العبد المغرور بالدنيا شعبة منها[/size]
[size=21]طمع في غيرها وسعى لها فيبتعد عن الله عز وجل بقدر ميله إلى هذه الشعب وانشغاله بها[/size]
[size=21]إلى أن يسقط من عين الله فلا يبالي ربنا بهذا العبد في أي أودية الدنيا هلك.[/size]
[size=21]إن المتعلق بالدنيا المشغول القلب بها هو في الحقيقة سكران بحب الدنيا[/size]
[size=21]أعظم من سكر أصحاب الخمور إذ لا يفيق سكران الدنيا [/size]
[size=21]إلا في عسكر الموتى[/size][size=21] نادما مع الغافلين. [/size]
[size=21]فيا أيها المشغول بالدنيا إذا أردت أن توغل فيها فأوغل فيها برفق واعلم أنك[/size]
[size=21]لن تأخذ منها إلا ما قدره الله عز وجل لك ، وأنه لن يفوتك منها درهم قد كتبه الله لك ،[/size]
[size=21]وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن روح القدس قد نفث في روعي[/size]
[size=21]أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب".[/size]
[img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][size=25]ثانياً: الصحبة الفاسدة:[/size]
[size=21]مما لا شك فيه أن للصحبة تأثيرها ؛ فالطبع يسرق من الطبع ، [/size]
[size=21]ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله ".[/size]
[size=21]وقد اتفق العقلاء على أن الصاحب ساحب ، فكم من صاحب جر صاحبه إلى السرقة ،[/size]
[size=21]وكم من صاحب جر صاحبه إلى الزنا وإلى القتل وإلى ترك الصلاة وغيرها من المنكرات[/size]
[size=21]والموبقات ، ومثل هذه الصحبة ستنقلب على أصحابها يوم القيامة خزيا وندامة وعداوة: ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).[/size]
[size=21]وسيندم كل من صاحب الفاسقين حين لا ينفع الندم :[/size]
[size=21](ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.[/size][size=21] يا ويلتى ليتني [/size]
[size=21]لم أتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا)[/size][size=21].[/size]
[size=21]وقد قال نبي الله إبراهيم عليه السلام لقومه:[/size]
[size=21]( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر[/size]
[size=21]بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين).[/size]
[size=21][u]فانظر كيف[/u] أن الصحبة الفاسدة كانت سببا في قبول بعضهم الشرك وعبادة الأوثان[/size]
[size=21]ولو كانوا غير مقتنعين باستحقاقها العبادة من دون الله تعالى ، [/size]
[size=21]لكنها الرغبة في موافقة الأصحاب. والعجيب أن هؤلاء الأصحاب[/size]
[size=21]سيتبرأ بعضهم[/size][size=21] من بعض وسيلعن بعضهم بعضا وسيتمنى كل منهم[/size]
[size=21]أن ينال صاحبه النصيب الأكبر من العذاب.[/size]
[size=21][u]فإذا كان أصحاب[/u] السوء سيتبرأون من أصحابهم يوم القيامة فحري بالعاقل أن يتبرأ[/size]
[size=21]منهم اليوم قبل أن يتبرأوا هم منه غدا.[/size]
[size=21][img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][size=25]ثالثاً: الإقبال على الذنوب من غير توبة:[/size]
[size=21]ليس مطلوبا من العبد أن يكون معصوما إذ ليس بمقدوره ذلك فالخطأ والذنب من طبع البشر ،[/size]
[size=21]لكن المطلوب من العبد أن يكون معظما للرب مستحضرا اطلاعه على عباده[/size]
[size=21]فيورث هذا الشعور مراقبة الله عز وجل ، فتقل معاصيه ، وإذا بدرت من العبد معصية [/size]
[size=21]بادر إلى التوبة والندم ، وإلا فإن للذنوب أثرا على القلوب لا يعالجها إلا التوبة ،[/size]
[size=21]وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: [/size]
[size=21]" إن المؤمن إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ،[/size]
[size=21]وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل:[/size]
[size=21]( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .[/size]
[size=21]إن الذنوب تقسي القلب إن لم يتب منها صاحبها بل قد تميته والعياذ بالله ،[/size]
[size=21]وصدق عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى حين قال : [/size]
[size=21]رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها [/size]
[size=21]وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها[/size]
[size=21]فهيا بنا نجدد التوبة وإذا ضعفت نفوسنا فعصينا عدنا فتبنا وأمام أعيينا قول[/size]
[size=21]ربنا تبارك وتعالى :[/size][size=21] ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله[/size]
[size=21]إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).[/size]
[size=21]*************[/size]
[size=21]يُتبع إن شاء الله[/size]
[/color][/font]
[/b]
[b][color:f28c=SeaGreen]
__________________[/color][/b]
[b][/b]
[/center]