ورحلت هديل في فجر مقّدس تحّفها جوقة من الملائك, تسّلقت قامة الطهر الندي, وزاحمت بمنكبيها نسمات الصباح تشّق طريقها وفي يدها رسالة إلى الله…
صعدت بروح مؤمنة, وبقلب لطالما خفق بحب الإنسان.
صعدت, واتخذت مقعدها في ملكوت الخلود تاركة خلفها على ساحل هذه الحياة مجموعة قصصية يتيمة (ظلالهم لا تتبعهم) ومئات الخواطر والمقالات المتناثرة بين باب الجنة وباب مجلة حياة, وعلى امتداد بيادر أخرى لا يزال يتدفق منها الضوء الدافئ عذبا طريا.
هديل: لا أظنني سأعجز عن هتك حجاب الألم ببكائية تتمشى في شرايينها الأحزان كالأفاعي, ولا أظنني سأعجز عن حقن الكلمات بالمراثي والأشجان, لكنني لن أفعل؛ لأنك مذ كنتِ جعلتِ من نفسك مشروع حياة وأمل وتغيير, وهذا يجعلني لا أشك في أن كل ما تريدينه منا هو أن نمضي على درب التقدم والسمو والخلاص, وأن نكمل رسالتك, رسالة كل مثقف واعٍ ملتزم, وهو ما أرجو أن أسر روحك ببذل حياتي في سبيله.
هديل: لا تنسي أن تطّلي علينا من عليائك, وأن تبعثي روحك تهدهد قلوبنا حين يعتصرها الحنين إلى ذهنك المتقد وقلمك السيال.
روابط متفرقة