[b][color:8869=RoyalBlue][font:8869="]سر المفاتيح السبعة[/font][/color]
[/b]
[font:8869="]كان يا ما كان، يا مستمعي
الكلام، كان في قديم الزمان [/font]
[font:8869="]سبعة
أخوة كانوا يعملون في صيد السمك، يذهبون، صباح كل يوم إلى البحيرة الكبيرة بعيداً
عن القرية، يلقون فيها شباكهم، وينتظرون امتلاءها بالأسماك. وأحياناً يركبون
قارباً صغيراً، يقودونه إلى أعماق البحيرة حيث الصيد أوفر. وكان عليهم أن يعودوا
حتماً، قبل حلول المساء، إلى قريتهم، لأن البحيرة كانت مسحورة، يحرسها مارد جبار
يخرج في الليل، ويختفي في النهار في أعماقها، وكان الصيّادون يخافونه، ولا يجرؤون
على البقاء حتى المساء، وإلا ماتوا أو اختفوا إلى الأبد.[/font]
[font:8869="]وذات
صباح باكر، بدأت أمّهم توقظهم، وهي تنادي عليهم بأسمائهم، الكبير أولاً ثم الأصغر
فالأصغر، وكانت تغني بصوتها العذب الحنون:[/font]
[font:8869="]الليل
عدّا وراح [/font]
[font:8869="]وعلى
العالم أطلّ الصباح [/font]
[font:8869="]والديك
على عرشه صاح[/font]
[font:8869="]انهضوا
يا أولاد! الطيور سبقتكم إلى رزقها، البحيرة تنتظركم.[/font]
[font:8869="]انهضوا
حتى تعودوا قبل أن يرجع المارد. انهضوا برضاي عليكم. [/font]
[font:8869="]وينهضون
واحداً بعد الآخر. يرتدون قمصانهم الجميلة، وكل قميص بلون من ألوان قوس قزح ثم
يتناولون فطورهم على عجل.[/font]
[font:8869="]ويودعون
أمهم ويحملون شباكهم وسلالهم، وينطلقون وهي تشيعهم بدعواتها الطيّبات. [/font]
[font:8869="]ولما
وصلوا إلى البحيرة ذات يوم نشروا شباكهم وهم يرجون صيداً وفيراً. وبعد قليل، ارتفع
الموج في البحيرة وتدفق السمك بكثرة، فأخذوا يملأون سلالهم، وهم في غاية السعادة
والسرور.[/font]
[font:8869="]ومضى
النهار سريعاً، وغابت الشمس وراء الأفق دون أن ينتبهوا، لقد أغوتهم الأسماك
الكثيرة وألوانها الساحرة، فنسوا أن البحيرة مسحورة، وفجأة تغير لون الماء وحلّ
صمت رهيب، وخرج المارد بجسمه الهائل الطويل، ورأسه العالي، ويديه الضخمتين.[/font]
[font:8869="]وبدا
الأخوة السبعة أمامه كالأقزام، خافوا كثيراً لرؤيته، وأرادوا الهرب والنجاة
بأنفسهم، لكن أنّى لهم ذلك!؟ لقد تجمّد الدم في عروقهم من منظره، وشلّ صوته القوي
حركتهم:[/font]
[font:8869="]-كيف
تجرأتم على البقاء حتى هذه الساعة؟ ألا تعلمون أن هذه البحيرة ملكي؟[/font]
[font:8869="]واستطاع
كبيرهم أن يتكلم :[/font]
[font:8869="]-سامحنا
أيها المارد، لقد نسينا لعن الله الطمع.[/font]
[font:8869="]هدر
صوته عالياً:[/font]
[font:8869="]-لا..
لن أسامحكم.. سأنسيكم الحليب الذي رضعتموه من أمكم، وأمحوكم عن وجه الأرض. وتجرأ
صغيرهم فقال:[/font]
[font:8869="]-سيدي!
حين يكون المرء كبيراً يكون أقدر على العفو والغفران. أرجو أن تعفو عنا هذه المرّة
وضحك المارد ضحكة مجلجلة، فبدت أسنانه الطويلة الحادة المعوجة. أغمض عينيه
الناريتين وحرك ذيله وقال:[/font]
[font:8869="]أيها
الولد الحكيم! لقد أعجبني جوابك. سأعفو عنكم، ولكن لي فيكم حاجة. لقد فقدت مفاتيح
قصوري السبعة في أعماق البحيرة. ولها ألوان قمصانكم الجميلة السبعة نفسها. سأحولكم
إلى مفاتيح لقصوري.[/font]
[font:8869="]وتجرأ
الصغير مرة أخرى وقال:[/font]
[font:8869="]-الموت
خير لنا إذاً.[/font]
[font:8869="]قال
المارد:[/font]
[font:8869="]-لا
.. ستقومون برحلة رائعة.. وترون كل شيء في أعماق البحيرة، وتعيشون في قصوري
السبعة.[/font]
[font:8869="]قال
أحد الأخوة:[/font]
[font:8869="]ومتى
نعود إلى أمنا[/font]
[font:8869="]قال
المارد:[/font]
[font:8869="]-لن
تعودوا.. هناك مخلوقات كثيرة في قصوري، وهي كلها سعيدة.. ولا تريد العودة إلى ما
كانت عليه.[/font]
[font:8869="]فصار
الأخوة السبعة يبكون، ويصيحون:[/font]
[font:8869="]-هذا
ظلم.. لا نريد .. لا نريد.[/font]
[font:8869="]نفخ
المارد عليهم نفخة قوية، فتحولوا إلى مفاتيح بلون قوس قزح، وربطهم بخيط لفه على
يده، وصار يتجول في أنحاء البحيرة، حتى طلع الصباح، غاص بهم في أعماق البحيرة،
فشاهدوا الماء الشفاف المائل إلى الخضرة، والأسماك الكثيرة الصغيرة والكبيرة من كل
الأشكال والألوان والتي، لم يروا مثلها من قبل. شاهدوا الأشجار الغريبة، والصخور
الرائعة، نزلوا ودياناً سحيقة وصعدوا جبالاً عالية، وطافوا على القصور السبعة:
القصر البنفسجي أولاً، ثم القصر النيلي، ثم القصر الأزرق، ثم القصر الأخضر، ثم
القصر البرتقالي، وأخيراً القصر الأحمر. وكلما وصلوا إلى قصر من هذه القصور كان
المارد يفتح بالمفتاح المماثل للون القصر، وشاهدوا في هذه القصور مخلوقات غريبة،
وأشياء غريبة، لها لون القصر الذي تسكن.[/font]
[font:8869="]وذات
يوم نسي المارد المفاتيح على باب القصر البنفسجي، فجاءت حورية البحيرة البنفسجية،
وقالت:[/font]
[font:8869="]-ما
أجمل هذه المفاتيح، وما أجمل ألوانها![/font]
[font:8869="]وأخذت
تلمسها بأصابعها الناعمة وتقول:[/font]
[font:8869="]-من
أي عالم أنتم أيها المفاتيح، ومن أين جئتم؟[/font]
[font:8869="]فقال
أحد المفاتيح بصوت رفيع، ضعيف:[/font]
[font:8869="]-نحن
من عالم البشر، وكنا نصطاد السمك من البحيرة، وقد سحرنا المارد، وحولنا إلى مفاتيح
لقصوره، وأصبحنا نتألم.[/font]
[font:8869="]وسألها
مفتاح آخر:[/font]
[font:8869="]-وأنت
أيتها الحورية، من أين جئت؟[/font]
[font:8869="]قالت
بحزن:[/font]
[font:8869="]-أنا
ابنة صياد، قتل المارد أبي وأمي، وسحرني أنا وأخوتي الحوريات السبع لنكون في خدمته
وقد جعل كل واحدة منّا في قصر. وقد مضى على وجودنا هنا سبع سنين وأنا أعلم بكل
أسرار البحيرة، وسأدلكم على طريق الخلاص من سحر المارد ومن شروره كلها. وأخذت تشرح
لهم ذلك بكلمات مهموسة حتى لا يسمعها أحد. وفجأة ظهر المارد. وبدا غاضباً وصاح
بالحورية:[/font]
[font:8869="]-ماذا
تفعلين أيتها الملعونة؟ هيا ادخلي القصر وهيئي لي الطعام، وأخذ المفاتيح وربطها
بيده. [/font]
[font:8869="]وذات
يوم كان المارد ينام في القصر البنفسجي، فاقتربت الحورية منه، وهي تحمل مقصاً
وقطعت خيط المفاتيح بحذر، وحملتها، وخرجت من القصر، وقالت للمفاتيح: [/font]
[font:8869="]-هيا..
تذكروا ما علمتم.. ولا تنسوا إنقاذي أنا وأخواتي مع السلامة وإلى اللقاء.[/font]
[font:8869="]وألقت
بالمفاتيح في فم سمكة كبيرة، فابتلعتها وسبحت بعيداً عن القصر. وفوجئ الإخوة
السبعة بعالم جديد في بطن السمكة الكبيرة، رأوا أنفسهم على أطراف جزيرة رائعة
الجمال، أشجار، وأعشاب، وأشياء لا تخطر في البال، وأحسوا بسعادة لا توصف وقالوا:[/font]
[font:8869="]-مستحيل
أن يكون كل ما نرى، داخل هذه السمكة الكبيرة، ربما كنا في منام، وربما نرى ونحس
بهذه السعادة بتأثير السحر علينا، وعاشوا سبعة أيام في بطن السمكة الكبيرة، حتى
اصطادها صياد على طرف البحيرة، فأدهشه شكلها الجميل، وألوانها الخلابة. فرح بهذا
الصيد الثمين. وقال في نفسه: لم أر في حياتي سمكة كهذه. سآخذها إلى زوجتي. فتفرح
بها، وسأدعو أهلي وأصدقائي إلى وليمة كبيرة لا تنسى. [/font]
[font:8869="]وحين
رأتها زوجته دهشت هي الأخرى، وصارت تتأملها وتقول: يا الله: ما أحلى منظرها، وما
أجمل ألوانها. وأخذت تنظفها فوجدت في أحشائها المفاتيح السبعة ذات الألوان
المدهشة، وصارت تتساءل عن هذه المفاتيح ومن أي أحجار كريمة أو من أي معدن صنعت،
ونادت زوجها لتريه هذه الأعجوبة فلما رأى المفاتيح قال لها:[/font]
[font:8869="]-ما
رأيك في أن نقدمها هدية للحاكم؟![/font]
[font:8869="]فغضبت
منه وقالت:[/font]
[font:8869="]-كلما
وجدت شيئاً جميلاً تهديه للحاكم؟ بماذا نفعنا الحاكم؟ لا.. لن أقبل ذلك.[/font]
[font:8869="]فضحك
الزوج وقال لها:[/font]
[font:8869="]-إذاً..
اقبليها هدية مني إليك[/font]
[font:8869="]ففرحت
الزوجة بهذه الهدية، وشكرته. وصارت تصبّ الماء على المفاتيح وتقول:[/font]
[font:8869="]-بسم
الله.. بسم الله.. سبحان الخالق العظيم.[/font]
[font:8869="]وفجأة
تحولت المفاتيح إلى أقزام سبعة، فصرخت من الدهشة والرعب. وجاء زوجها على صوت
صراخها ورأى هذه المعجزة. وصار يتأمل الأقزام، ويقول لهم:[/font]
[font:8869="]-من
أي عالم جئتم؟ ومن أي صنف من المخلوقات أنتم؟[/font]
[font:8869="]وفوجئ
بهم ينادونه باسمه ويقولون له:[/font]
[font:8869="]-أنت
صديقنا الصياد؟ ألا تذكرنا؟ انظر إلى ألواننا.. ألا تذكر أصدقاءك الأخوة السبعة؟
ودهش كثيراً، وأخرجهم من الحوض، وصار يناديهم بأسمائهم ويقول: [/font]
[font:8869="]أين
اختفيتم كل هذه الأيام، الجميع يسألون عنكم. وأكثر الناس يعتقدون أنكم متم، وأن
المارد قد أكلكم.[/font]
[font:8869="]وأخذوا
يقصوّن عليه وعلى زوجته قصتهم مع المارد من أولها إلى آخرها. وطلبوا منهما كتمان
السر حتى يعودوا كما كانوا. وسألهم صديقهم الصياد عن وسيلة يساعدهم بها، فذكروا له
كلام الحورية البنفسجية الذي همست به لهم وقالوا:[/font]
[font:8869="]-على
من يريد إنقاذنا من هذا السحر، أن يكون شجاعاً لا يخاف، ويحبنا كثيراً، ويقبل
التضحية من أجلنا، ويذهب إلى أطراف البحيرة، ويبحث عن زهرة زرقاء، ويحضرها لنا
لنشمها فيذهب عنّا السحر.[/font]
[font:8869="]فصاح
الصياد وهو ينهض:[/font]
[font:8869="]-سأذهب
للبحث عن هذه الزهرة، وسأعود سريعاً.[/font]
[font:8869="]فقال
الأخوة:[/font]
[font:8869="]-تمهل..
تمهل.. واسمع بقية الكلام الذي حدثتنا به الحورية البنفسجية:[/font]
[font:8869="]حين
تمدّ يدك إلى الزهرة الزرقاء، سيتلوّن الماء في البحيرة، ويغور، وتنادي عليك
الأشجار والأعشاب والصخر والرمل بصوت فيه سحر وإغراء شديدين. فعليك ألا تخاف، وألا
تصدق، ولا تلتفت إلى الخلف. فإذا قطفت الزهرة، وصارت تنادي عليك الأشجار والأعشاب
والصخر والرمل بصوت قوي كالرعد فيه تهديد ووعيد، فعليك أن تركض عائداً بالزهرة،
ولا تلتفت إلى الخلف، وإلا تحولت إلى حجر أزرق.[/font]
[font:8869="]قال
الصيّاد:[/font]
[font:8869="]-حسناً..
سأذهب.. وأعود بالزهرة الزرقاء يا أصدقائي![/font]
[font:8869="]وانطلق
على الفور حتى وصل البحيرة، وبحث طويلاً، حتى عثر على الزهرة الزرقاء بين الأعشاب،
وقبل أن يمدّ يده إليها تذكر كلام أصدقائه السبعة، فخاف خوفاً شديداً وعاد إلى
القرية. وفي الطريق لام نفسه لوماً شديداً. وتعجب من خوفه فرجع إلى البحيرة. وما
إن اقترب من الزهرة الزرقاء حتى أحس بالخوف من جديد، فأسرع الخطا نحو القرية. ومرة
أخرى توقف وقال في نفسه: [/font]
[font:8869="]-كيف
أعود إلى أصدقائي ولم أعمل على إنقاذهم.[/font]
[font:8869="]فرجع
إلى البحيرة، ووقف أمام الزهرة الزرقاء متردداً، وهمّ بمد يده إليها، فتخيل
البحيرة تتلون وتفور، وتخيل الأصوات التي تغري وتهدد، فضعف، ووجد نفسه يجري نحو
القرية وهو يردّد:[/font]
[font:8869="]لا
أستطيع .. لا أستطيع.. وأنا أحب نفسي أكثر مما أحب أصدقائي.[/font]
[font:8869="]لا
أستطيع .. لا أستطيع.. وأنا أحب نفسي أكثر مما أحب أصدقائي.[/font]
[font:8869="]وفي
الطريق صادف أم أصدقائه الصيادين السبعة. فسلم عليها وقال لها:[/font]
[font:8869="]-أين
تذهبين يا خالة؟[/font]
[font:8869="]فقالت
له:[/font]
[font:8869="]-أذهب
إلى البحيرة يا ولدي، لأفتش عن أولادي كعادتي كل يوم.[/font]
[font:8869="]فقال
لها الصياد الشاب:[/font]
[font:8869="]-هناك
سر يا خالتي، وقد أوصاني أولادك ألا أبوح به.[/font]
[font:8869="]وبدا
الفرح على وجه الأم فصاحت:[/font]
[font:8869="]-أولادي؟
وهل رأيتهم؟[/font]
[font:8869="]قال:[/font]
[font:8869="]-أجل
يا خالتي وهم موجودون عندي.. ولكن..[/font]
[font:8869="]قالت:[/font]
[font:8869="]-ولكن..
ماذا يا ولدي.. أرجوك..[/font]
[font:8869="]وفكر
الصياد طويلاً، وخاف أن يبوح لها بالسر فتخاطر بنفسها، وتتحول إلى حجر أزرق، ولكنه
قال في نفسه أخيراً:[/font]
[font:8869="]-وهل
هناك أحد يحبّ أكثر من الأم؟ وهل هناك قلب أشجع من قلب الأم؟ وهل هناك من يضحي
بنفسه من أجل أولاده أكثر من الأم؟[/font]
[font:8869="]عند
ذلك باح لها بسر أولادها الأقزام وعلّمها كيف السبيل إلى إنقاذهم، فشكرته وودعته
وهي تقول:[/font]
[font:8869="]-الله
معي يا ولدي.[/font]
[font:8869="]وتوجهت
إلى البحيرة، وأخذت تبحث، وتبحث بين الأعشاب حتى عثرت على الزهرة الزرقاء، ودون
خوف مدت يدها. فتلونت البحيرة وفار ماؤها وصارت الأشجار والأعشاب والصخور والرمل
تناديها بصوت عذب فيه سحر وإغراء:[/font]
[font:8869="]-أيتها
الأم الطيبة.. أيتها الأم الطيبة الشجاعة.. أيتها الأم الطيبة الشجاعة الصابرة..[/font]
[font:8869="]ولكنها
لم ترد ولم تلتفت، وقطفت الزهرة الزرقاء. وتحولت النداءات إلى أصوات فيها تهديد
ووعيد. أحست الأم بالخوف من هذه الأصوات المفزعة، ولكن حبها كان أقوى من خوفها،
فمضت نحو القرية لا تلتفت إلى الخلف، والأصوات ما زالت تهدد وتتوعد. ووصلت إلى بيت
الصياد. فوجدت الصياد الشاب وزوجته قلقين خائفين عليها.[/font]
[font:8869="]فانقلب
خوفهما وقلقهما فرحاً وسُرّوراً. وأخذ الصّياد الزهرة الزرقاء وجعل أصدقاءه
الأقزام يشمونها واحداً واحداً فيتحولون إلى شبانٍ كما كانوا. وأخذت الأم تعانقهم
وهي تبكي من فرحتها. وتعانق الجميع وهم يهنئون أنفسهم بالسلامة.[/font]
[font:8869="]وتذكر
الأخوة السبعة ما قالته لهم الحورية المنقذة "بأن المارد لا يخاف إلا من
النار، ولا يُقضى عليه إلا بالنار "فجمعوا أهل القرية في الساحة العامة،
وطلبوا إلى كل واحد منهم أن يحضر شعلة كبيرة، ويتوجه في المساء إلى البحيرة
المسحورة للقضاء على المارد الشرير.[/font]
[font:8869="]وفي
المساء خرجوا جميعاً يحملون المشاعل، وهم يغنّون للحبّ والأمان والسلام.[/font]
[font:8869="]ولما
وصلوا إلى البحيرة ركبوا زوارق الصيد ودخلوا إلى الأعماق، وفجأة خرج الماء من
المارد غاضباً صائحاً:[/font]
[font:8869="]-ماذا
تفعلون في بحيرتي؟[/font]
[font:8869="]فلم
يخافوا، ولم يتراجعوا، ورفعوا المشاعل إلى أعلى، وهم يغنون بصوت واحد قوي، وصاروا
يقتربون من المارد، وهو يبتعد خوفاً من النار، ولكنهم حاصروه من كل الجهات، وأحرقت
النار عينيه، وكوت جسده الضخم ودخلت في فمه الكبير المفتوح، فتهاوى وهو يصيح. وغاب
في البحيرة إلى الأبد.[/font]
[font:8869="]وعادت
الأخوات الحوريات إلى شكلهن الأول، ورجعن إلى القرية وعاد جميع الذين سحرهم المارد
وغيّر أشكالهم، إلى حالتهم الأولى، ورجعوا إلى أهلهم، وعاش الجميع في خير وسعادة
وأمان. [/font]
[right][b][i][font:8869="]-
ماما رجاء -[/font][/i][/b][/right]