[img]
http://fantasyflash.ru/anime/pix/image/pix820.gif[/img][img]http://fantasyflash.ru/anime/pix/image/pix741.gif[/img][img]http://fantasyflash.ru/anime/pix/image/pix101.gif[/img][font:036b="]أبو نشوان مدرّس للغة العربية وآدابها من شعر
وقصة و[/font][img]
http://fantasyflash.ru/anime/pix/image/pix834.gif[/img][font:036b="]مسرحية. حين ينهي دوامه المدرسي، يمر على دار الحضانة التابعة للاتحاد
النسائي، ويصطحب ولده الوحيد نشوان.[/font]
[font:036b="]أما أم نشوان فهي عاملة في معمل السكر، ودوامها
أطول من دوام زوجها بثلاث ساعات، لذلك لا ينتظرها زوجها وابنها على الغداء، بل
يتغديان فور وصولهما إلى البيت.[/font]
[font:036b="]بعد
الغداء يستلقي الأب في السرير ليستريح من إرهاق العمل، منتظراً مجيء زوجته لكي
تهتم بنشوان فينام (الأب) كما تعوّد. يستلقي نشوان بجانب أبيه ويطلب حكاية. أبوه
يحفظ الكثير من الحكايات التي يحبها الأطفال، ويقدر على اختراع بعضها أيضاً. لكن
نشوان استهلك محفوظات أبيه كلها، فكان الأب في كل يوم يخترع حكاية جديدة، فتكون
أحياناً موفقة جميلة، وأحياناً متعثرة وغير مقنعة.[/font]
[font:036b="]في منتصف الحكاية، كان الأب ينام من التعب ومن
نعاس ما بعد الغداء.[/font]
[font:036b="]وفي اليوم التالي بعد الغداء كالعادة، كان نشوان
قليلاً ما يطالب أباه بإكمال الحكاية السابقة، وغالباً ما يعفيه من ذلك ويطلب
حكاية جديدة. وكان الأب يظن أن ابنه يهمل الحكايات التي لم تعجبه أو أنه ينساها.[/font]
[center][center][font:036b="]××××××××××[/font][/center][/center]
[font:036b="]عندما صار نشوان في الصف الثالث، أخذه أبوه إلى
مكتبة بيتهم وهو يقول:[/font]
[font:036b="]-منذ اليوم يا نشوان، سوف
تخلص من حكاياتي المتعثرة، التي أخترعها لك كل يوم بعد الغداء.[/font]
[font:036b="]اعترض نشوان مبتسماً:[/font]
[font:036b="]-لكنها جميلة.[/font]
[font:036b="]-اسمعْني يا ولدي حتى النهاية. أنت الآن تقرأ
جيداً ولا تحتاج إلى من يحكي لك الحكايات. وهذا القسم من مكتبتي مخصص لأدب
الأطفال، وفيه عشرات من أجمل مجموعات الشعر والقصص والمسرحيات.[/font]
[font:036b="]-أعرف ذلك. وأنا أحاول أن أقرأ منها منذ أصبحت
في الصف الأول، لكنني الآن أقرأ فيها بشكل أفضل.[/font]
[font:036b="]أمسك الأب رأس ابنه بكلتا يديه وهزَّه قائلاً:[/font]
[font:036b="]-نشوان أيها الخبيث، تقرأ منذ سنوات ولا أدري؟![/font]
[font:036b="]ضحك نشوان وأبوه بسرور وانتهت تلك المفاجأة. لكن
نشوان من ذلك اليوم ركز اهتمامه على مطالعة الأدب العربي والأجنبي المترجم، وفي
خلال بضع عشرة سنة كان قد قرأ كل ما في مكتبة البيت من كتب الأدب للصغار والكبار،
وبدأ يتردد على المركز الثقافي العربي، فيقرأ فيه أو يستعير الكتب منه ويقرأها في
بيته. وكان بعد قراءة أي كتاب يعبر لأبيه عن رأيه بما قرأه، إعجاباً كان أم عدم
إعجاب، وكان في بعض الأحيان يقترح تصحيحاً لما لا يعجبه، فكان الأب يبتسم ويقول:[/font]
[font:036b="]-الكتاب على مسؤولية كاتبه، وإذا استطعت أن تصبح
كاتباً فاقترح على نفسك ما تشاء.[/font]
[center][center][font:036b="]××××××××××[/font][/center][/center]
[font:036b="]مضى على بدايةِ هذه الحكايةِ بضعٌ وعشرونَ سنة.
وأصبحَ نشوانُ طالباً في جامعةِ حلب، في الصفِّ الثالثِ من قسمِ اللغةِ العربيّةِ
وآدابِها. ها هو يدخلُ على أبيهِ فرحاً وفي يدهِ رسالةٌ مفتوحة. ألقى الأبُ نظرةً
متفحِّصةً على الرسالةِ وعلى ابنِهِ من خلفِ النظارةِ البصريةِ التي يضعُها الأبُ
من عشراتِ السنين، والتي تزدادُ سماكةً سنةً بعدَ سنة.[/font]
[font:036b="]-ما لَكَ فرِحاً وما هذهِ الرسالة؟[/font]
[font:036b="]-أرسلَها إليَّ اتحادُ الكُتّابِ العرب.[/font]
[font:036b="]-ما علاقتُكَ بهم يا ولدي؟ ماذا يريدون؟[/font]
[font:036b="]-لقد وافقوا على طبعِ مجموعتي القَصَصيّةِ
ونشرِها باسمي وعلى حسابِهم أيضاً.[/font]
[font:036b="]دهِشَ الأبُ دهشةً عظيمةً وسألَ ابنَه وهو ينهض:[/font]
[font:036b="]-أنتَ ألّفتَ مجموعةً قصصيّة؟![/font]
[font:036b="]-أربعةٌ وخمسونَ قصّة قصيرةً موجَّهةً للكبار.[/font]
[font:036b="]أقبلَ الأبُ على ابنِهِ يعانقُهُ ويقبّلُهُ وهو
يقول:[/font]
[font:036b="]-مبروكٌ عليكَ يا ولدي، ألفُ مبروك.[/font]
[font:036b="]ثم ابتعدَ عنهُ سائلاً بعتبٍ ومحبّة:[/font]
[font:036b="]-كيف أصبحتَ كاتباً دون أن أعلم؟[/font]
[font:036b="]-الفضلُ لحكاياتِكَ في طفولتي، وخصوصاً أنصافَ
الحكايات، أي التي كنتَ تنامُ في منتصفِها.[/font]
[font:036b="]-ولماذا أنصافُ الحكاياتِ تلكَ بالذات؟[/font]
[font:036b="]-لأني كنتُ أكملُها بنفسي وأنتَ نائم.[/font]