حقيقة الصيام
شرع الله تعالى الصوم لغاية عظمى و حكمة جليلة, و هي تحقيق العبودية و الخضوع و تحقق التقوى التي هي الدرع الحصينة التي تحمي الإنسان من المعاطف و هي عبادة تعلو بنا الى حياة روحانية و نتحدى بها حياة الجسد
قال الله تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون."أي لأجل أن تحققوا التقوى ...لذلك فإنه لابد للمؤمن الذي يريد الصوم أن يتبين حقيقته, و أنه ليس مجرد امتناع عن الأكل و الشرب و الجماع فقط و إنما صوم التعبّد يعني:
- صيام القلب عن شوائب الرياء و الغل و الحسد و الحقد و التكبر و الغرور و تحقيق الإخلاص و التواضع و سلامة الصدر .
- صيام العقل عن التفكير في الحرام و التخطيط للهو و الباطل و تسويغ سبل العصيان.
- صيام الروح و الوجدان بتحقيق الرحمة و الشفقة و التكافل و الإحسان و البعد عن الغلظة والجشع و الإعراض عن آيات الله
- صيام العين عن النظر للحرام كمشاهدة الأفلام الخليعة و الصور الفاضحة و النظر للعورات و الإطلاع على أجواف البيوت بغير إذن .
- صيام الأذن فلا تسمع للحرام و الغناء و لا تتسمع لأسرار الناس و عوراتهم .
- صيام اللسان عن قول الزور و الكذب و الغيبة و النميمة و السب و الشتم و فاحش الكلام .
- صيام اليد عن الإعتداء على النفوس أو الأموال أو كتابة الباطل أو صناعته .
- صيام القدم عن السعي إلى مواطن الرذيلة و الفساد
- صيام الأفعال عن الغش و السرقة و الربا و الظلم و ماحرم الله و قصرها على الطاعة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرو إعانة المحتاجين و الإصلاح بين المتخاصمين و التعاون على البر و التقوى..
و الصوم بهذا المعنى كما يكون في النهار يكون أيضا في الليل ,فليس من الصواب أن يهدم المسلم صيامه و عبادته في النهار بالأفعال في الليل و السهر على الحرام و معاصي الله يقول الله تعالى:
- " إنما يتقبل الله من المتقين."
و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
"لا صوم إلا بالكف عن محارم الله."
و هذا مما لا يختلف فيه العقلاء فإنه الله ليس في حاجة أن نترك الطعام و الشراب و الجماع و حاشاه أن يشرع ذلك من أجل حرماننا و تجويفنا و إنما هذه رموز لصيام عن كل ما حرمه الله بقصد غايات سامية, و هي تحقيق العبودية و التقوى .