تلوح أزمة غذاء عالمية في الأفق مجدداً، فسعر القمح يتحرك صعوداً مدفوعاً بأسعار الذرة والصويا التي حطمت مستوياتها السعرية القياسية. السبب المباشر لجنون الأسعار هو الجفاف الذي فتك بمحصول الذرة في الولايات المتحدة، ولكن هذه العدوى قد تنتقل إلى سلع زراعية أخرى وتعرض الملايين حول العالم إن لم يكن لخطر نقص الغذاء، فلتضخم أسعاره.
في هذه الظروف يحذر خبراء من فوران شعبي في البلدان الأكثر تأثراً بأسعار الغذاء على غرار ما حصل إبان الفصل السابق من الأزمة، حيث اندلعت هذه الأحداث في أكثر من ثلاثين بلداً. ويرى محللون أن الأسعار لن تهبط أبداً إلى مستوى مئة أو مئة وخمسين دولارا لطن القمح، وأنه لم يعد أمام المستهلكين سوى التسليم بالأسعار المرتفعة الراهنة.
من جانب آخر، فالجفاف لا يتحمل بمفرده وزر لهيب الأسعار الراهن، فالمضاربون يدلون بدلوهم في دفع الأسعار نحو مستويات أعلى. ويعول كثيرون على ألا يزيد الطين بلة فرض حظر على تصدير المنتجات الزراعية كما حصل إبان أزمة عام 2008 عندما قلصت دول أو علقت تصدير منتجاتها إلى الأسواق. يؤمل ألا يحدث ذلك، لأنه سيسكب شلالاً من الزيت على نار الأسعار حال حدوثه.