تبدو مسألة حفظ البيانات لفترات طويلة معضلة هامة جداً وخاصة فيما يتعلق بالمعطيات والمعلومات التي نرغب في نقلها إلى الأجيال القادمة بعدنا، فالأقراص المدمجة لا تستطيع تخزين المعلومات بصلاحية كاملة لمدة طويلة فهي افتراضياً تستطيع الاحتفاظ بالبيانات لمدة تتراوح يبن 25 و 50 عاماً اعتماداً على جودة تخزينها والعناية بها. من هنا فكر الخبراء بتصنيع قرص خاص يستطيع تخزين المعلومات لمدة طويلة لمئات آلاف السنين، وهذا باعتماد الياقوت الأزرق الصناعي في تصنيع القرص الشفاف بينما ستكون المادة المعدنية مصنوعة من التيتانيوم.
الفكرة جاءت بالدرجة الرئيسية لحفظ المعلومات الكفيلة بتوضيح أماكن تواجد مدافن النفايات الذرية لمنع أجيال المستقبل من التنقيب في تلك الاماكن، سواءً بحثاً عن آثار حضارتنا اليوم أو بغية العثور على الثروات الباطنية، خاصة وأن هذه النفايات تبقى سامة لعشرات آلاف السنين.
من هنا عقدت الوكالة الفرنسية لدفن النفايات الذرية مؤتمراً مفتوحاً لنقل مثل هذه المعلومات لأجيال المستقبل على أن يتم ذلك خلال العامين 2014 و 2015، وقد تم الاتفاق على إنشاء قرص يستطيع البقاء لملايين السنين. وقد تم بالفعل تصنيع النموذج الأولي لهذا القرص بتكلفة وصلت إلى 30 ألف دولار، وباستطاعته تخزين 40 ألف صفحة مصورة ونصية، والعملية تتم بحرق البيانات على قرص التيتانيوم الموضوع على قرص من الياقوت الأزرق وبعد الانتهاء يوضع قرص آخر من الياقوت الأزرق ليغطي قرص التيناتيوم من الجهة الثانية.
وعملياً كل ما يحتاجه المرء لقراءة هذا القرص هو استخدام مجهر، ولكن المعضلة الحقيقية تكمن في أن اللغويين يتوقعون انقراض جميع اللغات البشرية خلال 10 آلاف سنة، من هنا يتساءل البعض بأي لغة يجب تخزين الوثائق التي يجب أن تخزن للأجيال القادمة؟