[font:4173=Arial][size=16][font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]هي التفاصيل التي تعلق في البال وتسافر معنا أينما ارتحلنا ,[/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat] تشدّ حواسنا معاتبةً : [/color]
[/size][/font][font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat] [color:4173=red]هُنا وقفة فتأملوا معي[/color] ..
كُنت أقف على الرصيف المقابل وأتأمل ضرير طاعن في السن يفترش [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]قارعة الطريق ,[/color][color:4173=wheat]يرتدي شيئاً ما يشبه الثياب ويضع أمامه " دكاناً "[/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat] صغيراً لا تتجاوز قيمة الأشياء المعروضة به ما يسد رمق حوجته [/color]
[color:4173=wheat], ومع ذلك كان صابراً قنوع وأنا أراقبه بجزع وهو يحاول بيديه المرتجفتين[/color]
[color:4173=wheat]أن يُعيد لملمت بضاعته المفروشة أمام من أقدام العابرين الذين لا يشعرون بوجوده [/color]
[color:4173=wheat]إلا حين تصطدم أحذيتهم به ويتأفف بعضهم , [/color]
[color:4173=wheat]والبعض يلقون عليه نظرةً باردة مستعجلة , [/color]
[/size][/font][font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]والبعض يرميه بنظرات شرر لأنه قطع عليهم خطواتهم المتعجّلة .
فجأة يتوقف أحدهم بعد أن تجاوزه بقليل , ويتذكر أنه لم يتصدّق منذ فترةٍ طويلة ,[/color]
[/size][/font][font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]ولعلّه تذكر أيضاً أن كل فلساً يضعه في يد هذا الضرير المسكين سيعود إليه [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]ضعفاً مضاعف يوماً ما , وكأنه تاجر ماهر
فقرر العودة بخطوات إلى هذا البائس المرتمي على الأرض بكل ذل ,[/color]
[color:4173=wheat]ويخرج من جيبه رزمة نقود وينتقي منها ورقةً ما ويلقيها في حجر هذا الكائن [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]البائس ببرود ,[/color][/size][/font][font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]ويمضي سريعاً دون مبالاة لأن ينصت لسيل دعواته التي كان يفرك [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]راحتيه حبوراً ويستمطر بها السماء لرحمته .
وهناك رجلاً آخر كان يسير متعجّلاً , يرتطم عفواً بركبة هذا المسكين ,[/color]
[color:4173=wheat]ويذعر من ما جنته قدماه وينحني إليه بكل عطف واهتمام , [/color]
[color:4173=wheat]معتذراً منه بشدة إن كان قد آلمه , [/color]
[color:4173=wheat]ثم يخرج محفظة مهترئة وغير مبالي بنوعية الأوراق التي يخرجها ويضعها في [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]يدي هذا الكسير[/color][color:4173=wheat]وهو يصافحه بكل محبة ويده الأخرى تربت على كتفه [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]بحنان صادق للعيان ,[/color]
[color:4173=wheat]وكأنه يخبره بأن هناك [u][color:4173=red]رحماء [/color][/u]يواسونه ويشعرون حقاً بمأساته الشخصية ,[/color]
[color:4173=wheat]وأن نور الوجود موجود ولا يحتاج إليه بصره كي يراه جيداً , [/color]
[/size][/font][font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]ثم مضى مبتعداً وهو يمسح دمعة عالقةً وحلق ببصره للسماء وكأنه يدعو الله [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=wheat]بقلبه أن يخفّف عن هذا البائس بؤسَه .
بالتأكيد كلا الرجلين دفعا صدقةً وكلاهما نالا حظّاً وافراً من الأجر ومن الدعاء , [/color]
[color:4173=wheat]ولكن الفرق بأن كل من دفع صدقتَه بقلبٍ محبّ هو أقرب من دفعها بأصابعه فقط ,[/color]
[color:4173=wheat][color:4173=red]فكونوا [u]رحماء [/u][u]بينكم [/u]حينها يرحمكم من في السماء ..[/color] [/color][/size][/font]
[font:4173=traditional arabic][size=25][color:4173=#f5deb3]ودي ووردي لكل من يمر بمتصفحي[/color][/size][/font][/size][/font]